أتذكر أني ذات سنة ماضية مررت لحاجة لدي بمنزل فيه سيدة كانت تتولى غسل الموتى في مقبرة
نواكشوط وأثناء وجودي بالمنزل جاءها رجل يعمل معها في نفس المقبرة وسمعتها تسأله
عن العمل ، فاشتكى لها من ضعف الدخل في ذلك اليوم غير انه أردف قائلا : "
بلغني أن حادث سير وقع ما بين وادي الناقة
ونواكشوط وفيه موتى عدة لكن
لم يأت منهم احد بعد " قالها ووجهه يعلوه السرور وكأنه يزف بشارة ما مثلها
بشارة !!! فتهلل وجه المرأة وقالت "
كرامَهْ " وهي كلمة بالحسانية تعني الاستبشار والفرح ....
مصائب قوم عند قوم فوائد ، وبالتالي فإن الطائفية فينا والتنوع العرقي
لولاه لما تبوأ أقوام مناصب سامية ولما اعتلى المنابر خطباء ولما استفاد من ريعها أفراد
...
فلو زالت الطبقية والعرقية والطائفية فينا لكان ذلك سببا في قطع رزق أشخاص
وفي إفلاس كثيرين وفقدان آخرين وظائفهم ...
فربما هم يكررون في الخفاء " عاشت الفئوية ، عاشت الطائفية ، عاشت
العنصرية ، بعدا للعدالة ، سحقا للمساواة .... "